( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) كلمة حول زلزال الجزائر - عبد الحميد العربي الجزائري

الموضوع في 'المنبر الإسلامي العام' بواسطة الأندلسي, بتاريخ ‏7 ديسمبر 2009.

  1. الأندلسي

    الأندلسي غفر الله له ولوالديه طاقم الإدارة

    ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) كلمة حول زلزال الجزائر


    عبد الحميد العربي الجزائري


    بسم الله الرحمن الرحيم


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرر أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .


    أما بعد :

    إن الله تعالى يخوف عباده بشتى أنواع الآيات كالرياح الشديدة والزلازل والجدب والأمار المتواترة ونحو ذلك من الأسباب التي قد تكون عذابا لقوم خالفوا أمر الله وأخلدوا إلى الدنيا واطمأنوا بزخرفها كما عذب الله أمما بالريح والصيحة والطوفان، قال الله تعالى ﴿ فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا ﴾ .

    ولقد أصاب شيء من التخويف بلادي العزيزة الجزائر حيث اهتزت شمال أرضها ليلة يوم الأربعاء 20/3/1424هـ ، وفقدت أرواح وجرحت أخرى نسأل الله أن يرحم أمواتنا وأن يعجل بالشفاء لجرحانا ، وعلى شعب الجزائر أن يعلم أن الله هز أرضهم تذكيرا لهم ، وبيانا ﴿ ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ﴾ .

    قال الإمام قتادة عند تفسير قوله تعالى ﴿ وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ﴾ .

    ( إن الله تعالى يخوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون ، ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود – رضي الله عنه – فقال : يا أيها الناس ، إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه ) ا.هـ

    قال الإمام ابن كثير عند تفسير هذه الآية ( وهكذا روي أن المدينة زلزلت على عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – مرات فقال عمر : أحدثتم ، والله لئن عادت لأفعلن ولأفعلن ) .

    أخرج الإمام البخاري من طريق مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله قال : ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا – ثم قال - : يا أمة محمد والله ما احد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) وأخرجه كذلك مسلم .

    قال ابن تيمية رحمه الله :( وأخبر أنهما ممن آيات الله ، وأنه يخوف عباده ) .

    قال ابن قيم في الزاد :( وأمر صلى الله عليه وسلم في الكسوف بذكر الله والصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتاقة ) .

    قلت : يصلى لكل آية تقع ، وهذه الصلاة صلاة رهبة وخوف ، وقد أمر الله عباده أن يدعوه خوفا وطمعا وأن يسجدوا عند رؤية الآيات ، وينبغي في مثل هذه الحالات أن يوعظ الناس وأن يأمروا بالتوبة والصدقة .

    عن عبدالله بن عباس :( أنه صلى في الزلزلة بالبصرة فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع ، ثم ركع ثم سجد ، ثم صلى الثانية كذلك فصارت صلاته ثلاث ركعات وأربع سجدات وقال هذه صلاة الآيات ، وقال معمر : أخبرني بعض أصحابنا أن ابن عباس قرأ في الركعة الأولى البقرة وفي الأخرة بآل عمران ) إسناده صحيح أخرجه عبدالرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي في السنن .

    وأخرجه عبدالرزاق في المصنف عن معمر عن قتادة قال : ( صلى حذيفة بالمدائن بأصحابه مثل صلاة ابن عباس في الآيات ) إسناده صحيح .

    قلت : وعلى الشعب الجزائري أن يتوب إلى الله ويقلع عن الذنوب والمعاصي وأن يتخلص من مظاهر الشرك والبدع وأن يفزع إلى الصلاة والصدقة وأن يملأ أجواءه بالذكر والتسبيح عسى الله أن يخفف عنهم ويرأف بهم ويسبل عليهم رحمته الواسعة ويفرغ عليهم صبرا من لدنه ويثبت أقدامهم في هذا المصاب الأليم .

    وكتبه / أبو عبدالباري عبدالحميد بن أحمد العربي الجزائري السلفي الأثري ​
     

مشاركة هذه الصفحة