تخريج حديث عبد الله بن عمر يا نافع قد تبيغ بي الدم-عبد الحميد العربي الجزائري

الموضوع في 'المنبر الإسلامي العام' بواسطة الأندلسي, بتاريخ ‏7 ديسمبر 2009.

  1. الأندلسي

    الأندلسي غفر الله له ولوالديه طاقم الإدارة

    تخريج حديث عبد الله بن عمر يا نافع قد تبيغ بي الد
    م



    عبد الحميد العربي الجزائري

    عن نافع قال: قال لي ابن عمر: يا نافع قد تبيغ بي الدم، فلتمس لي حجاما واجعله رفيقا إن استطعت، ولا تجعله شيخا كبيرا، ولا صبيا صغيرا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول((الحجامة على الريق أمثل، وفيها شفاء وبركة، وتزيد في الحفظ وفي العقل، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت ويوم الأحد تحريا(1) واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب عليه السلام من البلاء، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء، فإنه لا يبدوا جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو(2) ليلة الأربعاء))(3)

    _______________




    1)هكذا في نسخة ابن ماجه لأخينا الشيخ علي بن حسن الحلبي طبعة مكتبة المعارف، وجاء في نسخة خليل مأمون شِيحا "كذبـا".

    (2) في نسخة خليل مأمون شيحا "و".

    (3) حديث ابن عمررضي الله عنه له عنه طريقان:

    الطريق الأولى:يرويها نافع عنه:

    وجاء الحديث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه من أربع طرق:

    1-محمد بن جُحادة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه:

    وله عن محمد بن جحادة ثلاث طرق:

    أ-الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جُحادة به:

    أخرجه ابن ماجه(3/459 رقم3552 كتاب الطب؛ باب:في أي الأيام يحتجم ط:مكتبة المعارف)، وابن عديّ في الكامل(2/308-ترجمة الحسن بن أبي جعفر)، والخطيب في الفقيه والمتفقه(2/210رقم873ط:دار ابن الجوزي)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/874 برقم 1474)، وابن حبان في المجروحين (2/74- ترجمة عثمان ابن مطر،ط: حمدي السلفي) من طريق عثمان بن مطر، عن الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، عن نافع، عن ابن عمر به: وقع عند الخطيب خلط في السند.

    قال ابن عدي:(( لعل البلاء من عثمان بن مطر، لا من الحسن فإنه لا يرويه عنه غيره)).

    وقال ابن الجوزي في العلل((فيه ابن مطر، قال يحي: كان ضعيفا، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحل الاحتجاج به، وفيه الحسن بن أبي جعفر؛ قال يحي: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث)).

    قلت: وقال أبو داود في عثمان ابن مطر:ضعيف.

    وقال البخاري:منكر الحديث، وقال مرة: عنده عجائب.

    وقال ابن عديّ في الكامل: ((... وسائر أحاديثه فيها مشاهير، وفيها مناكير، والضعف بيِّـن على حديثه)).

    وقال البزار: ليس بثقة.

    وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث.

    وذكره الدراقطني في الضعفاء والمتروكين.

    أما الحسن بن أبي جعفر الجفري أبو سعيد الأزدي:

    فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: صدوق منكر الحديث.

    وكان يحي بن سعيد لا يحدث عنه.

    وقال إسحاق ابن منصور: ضعفه أحمد.

    وقال البخاري: منكر الحديث.

    وقال الترمذي: ضعفه يحي بن سعيد وغيره.

    وقال النسائي: ضعيف، وقال مرة: متروك الحديث.

    وقال يحي بن معين لا شيء.

    وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي في الحديث، كان شيخا كبيرا صالحا في بعض حديثه إنكار.

    وقال أبو زرعة الرازي: ليس بالقوي.

    وقال الساجي: منكر الحديث.

    وقال الجوزجاني: ضعيف واهي الحديث.

    وذكره ابن حبان في المجروحين، وضعفه يعقوب ابن سفيان، وأبوداود، والعقيلي، والدراقطني، والسمعاني، وابن الجوزي، والذهبي، وابن حجر.

    ب- غزال بن محمد عن محمد بن جُحادة عن نافع عن ابن عمر:

    أخرجه الحاكم(4/334رقم7559ط: مقبل رحمه الله)، وابن الجوزي في العلل (2/874رقم1463)، وابن عساكر في جزء "أخبار القرآن" كما في الصحيحة (2/393).

    قال الذهبي في الميزان(3/33رقم6654):(غزال بن محمد عن محمد بن جحادة لا يعرف وخبره منكر في الحجامة).

    ج-أبو علي عثمان بن جعفر، ثنا محمد بن جحادة عن نافع عن ابن عمر:

    أخرجه الحاكم في المستدرك(4/567رقم8324).

    قال الحاكم:((رواة هذا الحديث كلهم ثقات، غير عثمان بن جعفر هذا فإني لم أعرفه بعدالة ولا جرح)).

    فتعقبه الذهبي بقوله: مر هذا، وهو واهٍ.

    قلت: يقصد الذهبي الحديث السابق من طريق غزال بن محمد.

    قال الحافظ في اللسان(4/132):حديث منكر.

    2-يرويها عثمان بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن عصمة، عن سعيد بن ميمون، عن نافع، عن ابن عمر فذكره بنحوه.

    أخرجه ابن ماجه(رقم3553ط: مكتبة المعارف).

    قال الحافظ في التهذيب(2/47) عن سعيد بن ميمون: (هو مجهول، وخبره منكر جدا في الحجامة).

    قال البصيري في المصباح: (هذا إسناد فيه مقال؛ قال الذهبي في ترجمة عبد الله بن عصمة عن سعيد بن ميمون: مجهول).

    قلت: انظر ترجمة ابن عصمة من الميزان(رقم4450).

    قال المزي في تهذيب الكمال(رقم3428):(أحد الـمجاهيل روى عن سعيد بن ميمون عن نافع عن ابن عمر في الحجامة).

    وفي سندها أيضا عثمان ابن عبد الرحمن، وقد شك فيه الحافظ ابن حجر فقال:(يحتمل أن يكون الطرائفي، وإلا فمجهول).

    قلت: والطرائفي اسمه عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني؛ وهو صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل فضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن النمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين.

    3-يرويها عبد الله بن صالح المصري، ثنا عطاف بن خالد، عن نافع فذكره نحوه مع بعض التقديم والتأخير.

    أخرجه الحاكم في المستدرك (4/335رقم7561ط:مقبل)، والخطيب في تاريخه (11/223 برقم 7561ط:بشار عواد)، وأبو بكر الإسماعيلي في كتابه المعجم(2/675رقم302)، وأبو جعفر الطبري في تهذيب الآثار(1/511رقم812)،(1/532 برقم842- مسند ابن عباس).

    وفيه عطاف بن خالد بن عبد الله المخزومي أبوصفوان المدني.

    كان مالك بن أنس يقول فيه: عطاف يحدِّث؟ قيل: نعم، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.

    وقال البخاري:لم يحمده مالك بن أنس.

    وقال ابن حبان في المجروحين:(يروي عن نافع وغيره من الثقات ما لا يشبه حديثهم، وأحسبه كان يؤتى من سوء حفظه، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته إلا فيما وافق الثقات، كان مالك بن أنس لا يرضاه).

    وقال الدراقطني في الضعفاء والمتروكين: ضعيف.

    وقال البزار:(صالح الحديث وإن كان حدث عن نافع بما لم يتابع عليه) (كشف الأستار رقم2136).

    وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين.

    وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.

    وقال ابن عدي في الكامل: لم أر بحديثه بأسا إذا حدث عنه ثقة.

    قلت والله أعلم: قول الحافظ ابن حجر رحمه الله: صدوق يهم، يفهم منه أن وهم عطاف يكون بسببين: إذا روى عنه ضعيف، أو أن يروي عن نافع.

    وشروط الوهم متحققة في هذا السند، فقد روى عنه ضعيف وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث، وروى عن نافع. فيكون هذا الحديث من أوهامه والله أعلم.

    4-يرويها عبد الله بن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن أيوب السختياني، عن نافع به موقوفا على ابن عمر.

    أخرجه الحاكم(4/335رقم7560ط: مقبل)، وابن جرير في تهذيب الآثار(1/533رقم843-مسند ابن عباس)، وابن الجوزي في العلل(2/875رقم1465).

    وفي سنده عبد الله بن هشام الدستوائي، وهو متروك، قال عنه أبو حاتم: متروك الحديث، وقال الساجي: فيه ضعف لم يكن صاحب حديث.

    زد على ذلك متنه يخالف متن ما مضى، فهذا الحديث منكر لا يصل في تقوية الحديث.

    الطريق الثانية: يرويها أبو قلابة قال: كنت عند ابن عمر فقال: لقد تبيغ بي الدم يا نافع، ابغي لي حجاما، ولا تجعله شيخا كبيرا، ولا شابا، فإني سمعت رسول الله  يقول:((الحجامة على الريق أمثل، فيها شفاء وبركة، تزيد في العقل والحفظ)).

    أخرجه ابن حبان في المجروحين(2/355 ترجمة المثنى بن عمرو ط: حمدي السلفي) من طريق مثنى بن عمرو، عن أبي سنان، عن أبي قلابة.

    وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية(رقم 1446).

    قال ابن حبان في المثنى بن عمرو: شيخ يروي عن أبي سنان ما ليس من حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به.

    وأورد الذهبي كلام ابن حبان في الميزان(3/435رقم7063).

    وحديث ابن عمر هذا قد يكون بهذه الطرق حسنا لغيره، ولكن متنه قد استنكره جماعة من العلماء، ولم يعتبروا بتعدد طرقه، وهم:ابن عديّ، وابن الجوزي، والذهبي، وابن حجر. وأما الشيخ الألباني رحمه الله فقد حكم على الحديث بالحسن، وأدخله في الصحيحة برقم766 بناء منه رحمه الله على مجموع طرقه، والله تعالى أعلا وأعلم.
     

مشاركة هذه الصفحة