الشائعة من صنع إبليس وجنوده - عبد الحميد العربي الجزائري

الموضوع في 'المنبر الإسلامي العام' بواسطة الأندلسي, بتاريخ ‏7 ديسمبر 2009.

  1. الأندلسي

    الأندلسي غفر الله له ولوالديه طاقم الإدارة

    الشائعة من صنع إبليس وجنوده

    عبد الحميد العربي الجزائري


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه وتستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

    أما بعد:

    إن كلمة ( شائعات )، مأخوذة من: شاع، يشيع، شيعا، وشيوعا ومشاعا، وشيوعة، وشيعانا، بمعنى: ذاع وفشا.

    والمراد منها في هذه الأسطر، إذاعة الأخبار الكاذبة والمختلفة المخالفة للواقع والحقيقة، والسعي في نشرها بين أو ساط الناس لتلويث أسماع العلماء بها ولغرض الفتنة وتشويه سمعة الخلق، وغرس القلاقل في صف المجتمع والواحد، فأركان الشائعات الكذب والحسد، وحب الانتقام وهي أمراض إذا اجتمعت في عبد سيّرته إلى جرثومة المرض الفتاك.

    تفتك بكل من يقرب منها، أو يطرق لها سمعه، أو يتبع خطواتها، والمعصوم من عصمه الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

    وأول من باشر أسلوب الشائعات كسلاح لهتك الأمن والأمان، ونزع الثقة من عباد الرحمن، وتلويث سمعتهم بين بني البشر هو إبليس أبو مرّة –نعوذ بالله من شره وشر أتباعه من الجن والإنس حين صرخ بأعلى صوته في غزوة أحد أن محمدا – صلى الله عليه وسلم – قد قتل فدّب الرعب إلى قلوب بعض المسلمين، وتنحى البعض الآخر جانبا فجلس دون قتال، وكان أمر الله قدر مقدورا كما قال الإمام ابن كثير رحمه الله.

    وقد صار على درب إبليس أبي مرّة المنافقون قبحهم الله حين أذاعوا أن عائشة بنت الصديق الطاهرة الصديقة العفيفة وقعت في الفاحشة لينالوا من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويثيروا الشكوك في دعوته، ويبعدوا الناس عن الحق الذي جاء به. ومع قبح قولهم، وسماجته وجدوا آذانا صاغية وألسنة ذائعة تعينهم على نشر الباطل؛ كما قال تعالى { وفيكم سمّاعون لهم} وقد جاء في المثل : لكل ساقطة لا قطة، نسأل الله تعالى أن يجنبنا الغلط واللغط .

    قال الله تعالى :[ إن الذي جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم]

    قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ( هذه العشر الآيات كلها نزلت في شأن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها- حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب البحت والفرية التي غار الله عزوجل لها ولنبيه صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى براءتها صيانة لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } أي : جماعة منكم، يعني : ما هو واحد ولا إثنان ، بل جماعة، فكان المقدم في هذه اللعنة : عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين، فإنه كان يجمعه ويستوشيه ، حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين فتكلموا به وجوزه آخرون منهم، وبقي الأمر كذلك قريبا من شهر حتى نزل القرآن)اهـ .

    وقال كذلك الإمام ابن كثير رحمه الله : ( فقوله تعالى { إن الذين جاؤوا بالإفك } أي : بالكذب والبهت، والافتراء {عصبة} أي : جماعة منكم ، {لاتحسبوه شرا لكم} أي: يا آل أبي بكر، { بل هو خير لكم } أي: في الدنيا والآخرة، لسان صدق في الدنيا ، ورفعة منازل في الآخرة ، وإظهار شرف فهم باعتناء الله تعالى بعائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – حيث أنزل الله تعالى براءتها في القرآن العظيم [ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه] ولهذا لما دخل عليها ابن عباس – رضي الله عنهما – وهي في سياق الموت ، قال لها : أبشري ، فإنك زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحبك، ولم يتزوج بكرا غيرك، ونزلت براءتك من السماء ) اهـ .

    وقال الله تعالى { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون } وفي هذه الآية زجر وقرع لمن سمع شيئا من الكلام السيئ الخالي من البرهان، فقام بذهنه شيء منه فبثه بين الناس للنيل من عرض المسلمين بالباطل، والواجب في حقه أنه لا يشيعه ولا يذيعه بشراهة بغية إحزان الذين آمنوا من إخوانه المسلمين، وإن كانت الآية نزلت في أصحاب الإفك، فهي عامة في كل من سعى إلى نشر الأكاذيب والأباطيل والبهتان للطعن في أعراض الأبرياء من أهل السنة، وسواء كان الغرض من بث الشائعات فردا من أبناء الأمة، أو جماعة منها، أو المجتمع كله فذلك كله لا يجوز، وقد أعدّ الله لمروّج الشائعات عذابا أليما في الدنيا، فإن كان الفعل يستوجب الحدّ، حدّ فيه كالقذف، وإن كان من نوع ما لم يجعل له الشارع حدا معلوما فيه ، عزّر بشتى أنواع التعزير .

    عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء إثما [ وفي رواية كذبا ] أن يحدث بكل ما سمع ) أخرجه مسلم في مقدمته وابو داود انظر الصحيحة برقم ( 2025)للعلامة الألباني رحمه الله ، وعن أبي هريرة كما جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يدري ما تبلغ تهوي به في النار أبعد مما بين السماء والأرض )

    لقد فشا الكذب في هذه الأزمنة، واتخذه أقوام مرضى سلاحا فتاكا لنيل من إخوانهم أهل السنة،وقد أحسنوا استعماله وفاقوا في ذلك الرافضة والعياذ بالله، فما يغيب نجم ولا تسطع شمس إلا وينتن المرضى ودعاة الوشاية الأكوان بكذبهم البراح الصراح، دون خجل أو حياء من الله، والعجيب في الأمر أن هذا الخمج العفن يصدر من أناس يعرفون الحلال والحرام، ويزعمون أنهم دعاة إلى الخير، بل لعلهم يعدون أنفسهم خلاصة البشر من غير نقاش أو إعادة نظر .
     
  2. ايناس

    ايناس عضو وفيّ

    [​IMG]
     
  3. ضحى

    ضحى عضو وفيّ

    شـكــ وبارك الله فيك
     
  4. ضحى

    ضحى عضو وفيّ

    شـكــ وبارك الله فيك.
     
  5. الأندلسي

    الأندلسي غفر الله له ولوالديه طاقم الإدارة

    بارك الله فيكم جميعا
     

مشاركة هذه الصفحة