عقيدة (الهرمجيدون) عند المحافظين النصارى وعلاقتها بما يفعله الخوارج في أوطانهم بإيجاز

الموضوع في 'المنبر الإسلامي العام' بواسطة الأندلسي, بتاريخ ‏18 ديسمبر 2009.

  1. الأندلسي

    الأندلسي غفر الله له ولوالديه طاقم الإدارة

    عقيدة (الهرمجيدون) عند المحافظين النصارى وعلاقتها بما يفعله الخوارج في أوطانهم بإيجاز شديد


    عبد الحميد العربي الجزائري


    الحمد لله معز أوليائه المؤمنين، وقامع أعدائه من الكافرين والمشركين والمنافقين.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المتقين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المجاهدين الصابرين، وخليل رب العالمين، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى تركنا على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، فصلوات الله وسلامه عليه ما تتابع الليل، والحمد لله ربّ العالمين.

    أما بعد:

    فكثيرا من الدول الكبرى اتخذت من نظام مكافحة الإرهاب طريقا لخنق الحريات الشرعية والعقلية، والتدخل في مصالح الدول المستضعفة، وتسعير كلّّّ نار أوقدها دعاة الإفساد باسم الجهاد البدعي، وإنشاء سجون سرية في بعض الدول المستهدفة لتمريغ أنافة قاداتها في التراب، كل هذه الأعمال التوترية والإجرامية يصنعها رؤوس المحافظين القائمين على هرم الدول الكبرى لتحقيق عقيدة )الهرمجيدون( في العالم، وقد شهد رجل من القوم أن الدول العظمى جعلت ملف محاربة الإرهاب طريقا لنشر الإرهاب في لباس مقنن وأنيق.

    فقد قال بول فندلي وهو عضو في الكونجرس الأمريكي لمدة 22 عاما، (1961-1983)، وهو صاحب الكتب الخمسة المشهورة، وأبرزها: (من يجرؤ على الكلام)، (they dare speak dut)، وكتاب آخر؛ (لا سكوت بعد اليوم)، (silent no more): (إن أنظمة مكافحة الإرهاب أصبحت تمثل تهديدا لمصالح مجتمعنا أكثر من الإرهاب نفسه...وإن جميع الأمريكيين، وبالذات المسلمون منهم أصبحوا ضحية لهذه القضية).

    ولهذا أطلق بعض الباحثين على مشروع مكافحة الإرهاب الذي فرضته أمريكا على دول العالم بالحرب العالمية الرابعة!، والله العاصم من كيد الكفار.

    وأعود إلى عقيدة الهرمجيدون فقد جاء في كتاب (الدين في القرار الأمريكي) لمحمد السمّاك (ص50): (كان الرئيس الأمريكي الأسبق ريغان وهو من المحافظين يقول: إنّه يتمنى أن يمنّ الله عليه بشرف كبس الزر النووي لتحقيق إرادة الله في وقوع (هرمجيدون)، ومن ثم بعودة المسيح، والرئيس بوش الابن نفسه يقول: إنّ الحرب على العراق هي مهمة إلهية، يقوم بها من أجل عالَم أفضل).

    والملاحظ أن السمّاك هذا متخصص في دراسة الأصولية الأمريكية، وهو مترجم لكتاب: النبوءة والسياسة، (prophecy and politics)، وكتاب: يد الله (forcing Gods Hand)، للمؤلف جريس هالسل (Grace Halseell)، والتي انتشرت في أمريكا على أنها صوت قوي في قول الحقيقة عن الأصولية الأمريكية.

    قلت: إن الإيمان بحتمية معركة (هرمجيدون) التي تسبق على اعتقاد المحافظين الباطل العودة الثانية للمسيح، يعني بالضرورة عند النصارى الأشرار تعطيل كلّ ما من شأنه ينشر السلام في الأرض، ويقوي أعمدة الأمن في ساحة الأمم، ويطفئ بؤر التوترات الملتهبة في العالم، لهذا نجدهم يدفعون الشرق الأوسط بصورة مستمرة نحو الاضطراب والحروب، ويغذّون كلّ فتنة تنبت في ديار المسلمين بتزويدها بالمال والعتاد، وإيواء قادتها المتورطين في أعمال إجرامية وتخريبية تحت مظلة "المحافظة على حقوق الإنسان"، كما هو الشأن في العراق وبعض الدول الإفريقية، فالسّلام واستتاب الأمن، واستقرار الأنفس يعطل عند المحافظين النصارى نظرية (هرمجيدون) وبالتالي يؤخر عودة المنتظر على اعتقادهم الفاسد، وبهذه النظرية الكفرية وقع التشابه بينهم وبين الرافضة الأنجاس، ولهذا نجدهم يؤازرون جيش مقتضى الصدر الرافضي في كربلاء في الخفاء للنقاط المشتركة بينهم.

    إن الذي يصنعه الثوار في ديار الإسلام باسم الجهاد وهو ليس من الجهاد في شيء يخدم النظرية الأصولية للنصارى، ويقوي ركائزها، وفي المضمار نفسه يخدم عقائد الرافضة الأنجاس، التي تصب جميعا في قالب واحد وهو: كلما كثر الهرج والمرج، والسيارات المفخخة، والتفجيرات العشوائة، وغاب السلم والسلام والأمن والاطمئنان قرب ظهور المنتظر.

    وإنني أقول والله المستعان: إنّ الذي صنعه دعاة الإرهاب في وطني الجزائر باسم الجهاد، وتحت أسماء فاقت ألوان الطيف، وأشاعوا أصوله الفاسدة بين الناس آزر ما يصنعه الأمريكان في العراق والشرق الأوسط، ورسخ فكرة (هرمجيدون) في أنفس المحافظين، فكيف يتصور هؤلاء الجهال أنهم يحاربون الأمركان ويسعون إلى زلزلة إيوانه!!

    إن الجهاد الشريف والشرعي الذي يتمناه كل مخلص ويتبناه أهل السنة والجماعة صدقا وحقا في مكانه وزمانه؛ فما أظن يعرف رؤوسُ الفتن أصولَه، ويرضى الغرب والرافضة ظهوره، لأنه يقسم ظهورهم حقا، ويزهق باطلهم صدقا.

    وكتبه/ عبد الحميد العربي.
     
  2. الأندلسي

    الأندلسي غفر الله له ولوالديه طاقم الإدارة

    للتذكير والفائدة
     

مشاركة هذه الصفحة